» تقويم شهر رمضان المبارك لعام 1427هـ  » جلسة استقبال شهود هلال شهر رمضان المبارك  » تقويم شهر شعبان المعظم لعام 1427هـ  » التقويم الشهري لشهر رجب المرجب من عام 1427 هـ  » التقويم الشهري لشهر جمادى الآخرة من عام 1427 هـ  » تم إضافة تسجيل لعزاء وفاة السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام  » التقويم الشهري جمادى الأولى لعام 1427  » الحسينية الجعفرية احتفلت بعودة الميرزا عبدالله الاحقاقي  » التقويم الشهري لشهر ربيع الأخر لعام 1427  » تم إضافة تسجيل لعزاء وفاة الأمام الحسن العسكري عليه السلام  

  

30/11/1999م - 12:00 ص | مرات القراءة: 1899


فاز النّاجون أو الظافرون بولايتكم لأنها هي الخير أو خير الخير أو كلّ الخير؛ أو هي الجنّة كما قال [الإمام] الصادق (عليه السلام) لِمَنْ سَمِعه يقول اللهم أدخلنا الجنّة قال: (أنتم في الجنّة ولكن سَلُوا الله أَلَّا يخرجَكم منها، إنَّ الجنّةَ هي ولايتنا)

 ~~~~~~~~~~~~~

رابط الصوت

http://www.awhadi.com/index.php?show=sounds&action=play&id=17#213 

~~~~~~~~~~~~~

نص الخطبة:

 

ِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الحمدُ للهِ؛ الذي جعلَ المعرفةَ غايةً للصّنعِ والإيجاد، وجعلَ العلمَ هو الوسيلةُ للرّقي إلى أعلى مدارجِ الرّشاد، وهو الرّادعُ عن الهبوطِ والهوى إلى حضيضِ أوديةِ الشرورِ والفساد، والمنجاةُ عن أهوالِ شدائدِ البرزخِ ومُثلاتِ يومِ المعاد، وجعلَ حاملَها سائساً للعبادِ ومناراً للبلاد، والصلاةُ والسّلامُ على عِلّةِ الوجودِ والإمكان، ونقطةِ دائرة الأكوان؛ محمّدٍ أشرفِ الأنبياء وسيّد ولد عدنان، وعلى أخيهِ وصهرهِ أميرِ المؤمنين عليٍ فوّارَةِ العلومِ ومثارِ كُلِّ فيضٍ من جانبِ الرحمن؛ وآلهما أمناء الملك المنَّان، وأوليائه في جميع العوالم والأزمان، وحججه على كافة الإنس والجان، ولعنة الله على أعدائهم وغاصبي حقوقهم وظالميهم؛ مصادر الجل والطغيان، ومبادئ الشرور والعصيان والخزي والخسران.(إجازة خادم الشريعة الغراء الميرزا عبد الرسول الحائري(قدس سره) من عمه علامة دهره الميرزا علي الحائري(قدس سره))

قال الله تعالى في محكم كتابه الكريم العزيز المنزل على نبيه المرسل أبي القاسم محمَّد(صلى الله عليه وآله وسلم)

بِسْمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ

{ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ} (التكاثر: 8)

أيها الإخوةُ المؤمنون الكرامُ الأعزاء.. إنَّ نعمَ اللهِ أكثرُ مِن أن تُحصى؛ فالحمدُ للهِ على جميعِ نعمهِ كُلِّها، حمداً دائماً لا ينقطع أبداً، ولا يحصي له الخلائق عددا، ونقول كما قال مولانا الإمامُ عليُ بن الحسين السجاد زين العابدين(عليه السلام) "ولكَ الحمدُ على حُسنِ بلائك وسٌبوغِ نعمائك، حمداً يوافقُ رضاكَ، ويمتري العظيمَ من برّكَ ونداك"، فالشكرُ على النِعم أمرٌ عقلائي، وأداءُ حقِ الشكرِ على النعمة مرتبط بالمعرفة كما قُرر في محله أيضاً، وعليه فالآية الشريفة التي صَّدرنا بها الكلام من سورة التكاثر في قوله تعالى {ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ} فيها تأكيد يصل حد التشديد بأنَّ الله عزَّوَجلَّ يسألُ العبادَ عن النعيم، والعلماء والمفسرون لهم أقوال متعددة في تفسير معنى النعيم وما المراد به.

1- أيها الإخوةُ المؤمنون الكرامُ الأعزاء.. حول هذه الآية وحول النعيم وما المراد من ذلك قد أورد شيخنا الجليل شيخُ المتألهين الشيخُ الأوحد أحمدُ بن زين الدين الأحسائي "قدس سره الشريف" في كتابه المبارك (شرح الزيارة الجامعة الكبيرة) توضيحاً أنيقاً وتوجيهاً دقيقاً وبالأخذ والاستدلال من أقوالهم (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين)، وذلك في شرحه لقول الإمام علي الهادي (عليه السلام) في قوله: ((وفاز الفائزون بولايتكم)).

قال رفع الله في الجنان مقامه: [و قوله (عليه السلام) ((وفاز الفائزون بولايتكم)) المراد به أنَّ من والاكم فقد فاز، أي ظفر بمطلوبه أو من قوله تعالى {مَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ} أي فقد نجي كقوله تعالى {وَيُنَجِّي الله الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ} أي بسبب منجاتهم يعني بسبب العمل الصّالح أو فاز النّاجون أو الظافرون بولايتكم لأنها هي الخير أو خير الخير أو كلُّ الخير؛ أو هي الجنّة كما قال [الإمام] الصادق (عليه السلام) لِمَنْ سَمِعه يقول اللهم أدخلنا الجنّة قال: (أنتم في الجنّة ولكن سَلُوا الله أَلَّا يخرجَكم منها، إنَّ الجنّةَ هي ولايتنا)

2- فولايتهم هي الجنّة وهي نعيم الجنّة وهي سبب الجنّة وهي صورة الجنّة وهي معنى الجنّة، فإذا جعلتَ الفوْز بالمطلوب والظفر بالمحبوب هو الولاية كان المراد بالولاية النعيم كما في قوله تعالى {ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ}، وفي عيون‌ الأخبار عن [الإمام] الرضا (عليه السلام) ((ليس في الدنيا نعيم حقيقي، فقال له بعض الفقهاء ممّن حضره: فيقول الله تعالى {ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ} أَمَا هذا النعيم في الدنيا؟ وهو الماء البارد!، فقال له الرضا (عليه السلام) وعلا صوته: كذا فسّرتموه أنتم وجعلتموه على ضروبٍ فقالت طائفة هو الماء البارد؛ وقال غيرهم هو الطعام الطيّب؛ وقال آخرون هو طيّب النوم، ولقد حدّثني أبي عن أبي ‌عبد الله (عليهما السلام) أن أقوالكم هذه ذكرت عنده في قول الله عزَّوَجلَّ {ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ} فغَضِب وقال: إنَّ الله عزَّوَجلَّ لا يسأل عباده عما تفضّل عليهم به ولا يمنّ بذلك عليهم والامتنان بالأنعام مستقبَحٌ من المخلوقين فكيف يضاف إلى الخالق عزَّوَجلَّ ما لا يرضى المخلوقون به، ولكن النعيم حبّنا أهل البيت وموالاتنا؛ يسألُ اللهُ عنه بعد التوحيد والنبوّة لأنّ العبد إذا وَافاه بذلكَ أَدّاه إلى نعيم الجنّة الذي لا يزول))

3- وفي الكافي عن [الإمام] الصادق (عليه السلام) في هذه الآية ((إنَّ الله عزَّوَجلَّ أكرم وأجلّ أن يطعمكم طعاماً فسوَّغكموه ثم يسألكم عنه، ولكن يسألكم عمّا أنعم عليكم بمحمّدٍ وبآل ‌محمّد صلى الله عليه وآله)).

فَعلَى أنَّ المراد بالولاية النّعيم: يترتّب على ذلك: بعض نَعيمٍ ليس مطلوباً[1] لعدم علم الفائز به بكنهه بل ولا يخطر على قلبه وهو مما يترتّب على الولاية من النعيم كما قال تعالى {فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ}.

وكما في الرواية ((ما لا عين رأت ولا أُذْنَ سمعَتْ ولا خَطر على قلبِ بَشرٍ)) وكذلك قوله تعالى {وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ} فإن هذا المزيد الذي قال تعالى {َلَدَيْنَا}لم‌ يكن ممّا يشاؤون لأنهم لا يعلمونه ولا من الّذي قال تعالى {فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ} لأنّ المزيد يرد على أهل الجنّة قبل هذا وأنزل منه رتبةً لأنّ المزيد وإن لم ‌يشأه المؤمن لعدم علمه به إلا أنه قد يعلمه غيره بخلاف ذلك فإنه لا تعلمه نفس.

4- ويترتّب عليها: ما هو معلوم بالإجمال وما هو معلوم بالتفصيل ومن هذا محبّتهم وهي محبّة الله[2]، وفي حديث الأسرار [الحديث القدسي] قال الله تعالى ((يا أحمدُ إنّ في الجنّة قصراً من لؤلؤة فوقَ لؤلؤةٍ ودرّةٍ فوقَ درّة، ليس فيها قصم ولا وصل، فيها الخواصّ أَنظرُ إليهم كل يوم سبعين مرة وأُكلّمهم، كلّما نظرتُ إليهم ازدادَ ملكُهم سبعين ضعفاً، وإذا تلذّذ أهلُ الجنّة بالطعامِ والشراب تَلذّذوا أولئك بذكري وبكلامي وحديثي)) الحديث، هذان إذا جعلتَ المطلوب الذي ظفِرَ به الفائز هو الولاية والمحبّة.

5- وإن جعلتَ الولاية صورة المطلوب قلتَ المراد بالولاية هو طهارة الباطن(1): بالمعرفة لله سبحانه أسمائه وصفاته وأفعاله؛ وبمعرفة محمّدٍ وأهل بيته علي وفاطمة والحسن والحسين والتسعة الأطهار من ذريّة الحسين (صلى الله على محمّدٍ وعلي وعليهم أجمعين)، وبمعرفة أنبيائه ورسله وكتبه وباليوم الأول الذي هو رجعتهم (عليهم السلام) وباليوم الآخر ومعرفة محمّدٍ وأهل بيته (صلى الله عليه وعليهم) معرفة أنهم معانيه ومعرفة أنهم أبوابه وبمعرفة أنهم أئمة الهدي وأعلام التقي والعروة الوثقى، وبمعرفة أركان قائمهم ونقباء شيعتهم ونجبائهم.

6- وطهارة الظّاهر(2): من رفع الأحداث عن الجسد بالوضوء وبالغسل والتيمّم، ورفع الأخباث عن الجسد والثياب للعبادات من الأحياء والأموات، وعن الأواني للاستعمال، وعن المطاعم والمشارب للأكل والشرب، وعن المسَاكِنِ للسُّكنَى ونحو ذلك، وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وصيام شهر رمضان.

أو بإلتزام العبادات من الأحياء والأموات، وما كان مندوباً مِن الصيام أو اعْتكاف أو حج للبيت الحرام أو لزيارة لِأَحَدِهم (عليهم السلام) والقيام بما حَدَّد من الحدودِ والأحكام وبما أَبان من معاملة سائر الأنام.

وبالجملة فهي جميع ما أَرادَ معرفته من أَحْوَال النشأتين وأمرَ به عبادَهُ من أعمال الدَّاريْنِ.](شرح الزيارة الجامعة الكبيرة/ج3/الشيخ الأجل الأوحد(قدس سره))

نكتفي بهذا القدر من كلامه (قدس الله سره الشريف) ونسأل الله سبحانه أن يثبتنا على ولايتهم ومحبتهم وطاعتهم والبراءة من أعدائهم، إنه سميع مجيب

نفعنا الله بالعلم النافع وجعلنا من {الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ}

7-(وسبحانَ ربِكَ ربِّ العزةِ عمَّا يَصِفُونَ وسَلامٌ عَلى المرسلينَ والحمَّدُ للهِ ربِّ العَالمينَ) وجزى الله علماءَنا خيرَ جزاءِ المحسنين، رحم الله الماضين منهم وأيَّدَ الباقين وسدَّدهم بتسديده وحفظهم بحفظه , لاسيما مولانا الحكيمَ الإلهي والفقيهَ الرباني مرجعَنا في المسيرة الأوحدية بعينه التي لا تنام وأعزه بعزته وأطالَ عمرَه الشريف بالصحة والعافية، ونسأله "جلَّ وعلا" أن يوفقَنا جميعاً لما يحبُه ويرضاه إنه سميع مجيب.. وصلى الله وسلَّم على ساداتنا وموالينا محمَّد وآله الطيبين الطاهرين.


فضيلة الشيخ عادل الشواف "سلمه الله"
مسجد أمير المؤمنين "عليه الصلاة والسلام"

التعليقات «0»


لاتوجد تعليقات!