~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
نص المقال:
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
.. قال تعالى: ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا ﴾سورة آل عمران الآية 103..
الأخوة المؤمنين الكرام:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
القضايا الشرعية لها أهمية كبيرة، ويجب على أصحاب الشأن أن ينظروا فيها ويتدارسوها، بحيث لا يعطي أحد رأيه منفرداً، أو مجموعة تمثل نفسها، أو تمثل شريحة من المجتمع، لأن القضايا الشرعية ليست لفئة، دون فئة بل للكل.
والله سبحانه وتعالى أرسل أنبياءه ورسله ليعلموا الناس التكاليف الشرعية كما هو معلوم، وبعد الأنبياء الأوصياء، وبعدهم العلماء الذين هم ورثة الأنبياء كما في الحديث.
بعض القضايا الشرعية لها ارتباط وثيق بالمجتمع كمجتمع لا كفرد، كقضايا البكاء واللطم والتطبير على الإمام الحسين (عليه السلام ) وغيرها من الأئمة المعصومين الكرام، فالنظر فيها يحتاج إلى دراسة بتروٍ وتأني قبل طرح أي رأي، لأنها للمجتمع قاطبة لا لفئة دون فئة، أو جماعة دون جماعة.
ومن جهة أخرى هي مسألة شرعية اجتهادية، بحيث تكون من خصوصيات العلماء الذين هم نواب الإمام الحجة «عجل الله فرجه الشريف»، لا مسألة عرفية حتى أن العرف له دخل فيها كبعض المسائل الشرعية.
ها هم علماؤنا رحم الله الماضين وأيد الباقين جلهم قالوا بالجواز، بل بعضهم بالاستحباب، ولم يمنعها إلا القليل، بل الأقل.
ومع الاحترام الشديد لبعض شرائح المجتمع ولعل عند بعضهم رأي ووجهة نظر، ولكن المسألة شرعية لا عرفـية، ومن أراد أن يبدي برأيه اتجاه مسألة شرعية لها ارتباط وثيق بالمجتمع كمجتمع عليه أن يأتي بعبارات فيها مرونة تكون فيها ملاحظة لغيره ممن يختلف معه في الرأي هذا من جهة، ومن جهة أخرى قد تتغير وجهة النظر فلا يكون في نظر الغير متناقضا.
· وفي الختام أقول:
مثل هذه الأمور الاجتماعية المرتبطة بالشريعة ارتباطاً وثيقاً متيناً، وأقصد من الارتباط بأنها مسألة شرعية اجتهادية لا عرفية، واجتماعية أكثر مما هي فردية ينبغي بل يجب لمن يريد أن يبدي وجهة نظره من ناحية اجتماعية لا شرعية، لأنه ليس ممن يحق له الإفتاء أن يكتب للمراجع العظام ويبين لهم تأثير هذه الأمور على المجتمع من وجهة نظره، وهم يقررون سواء كان واحداً أو مجموعة، وقد يكون للعلماء أو لبعضهم نفس النظرة، وقد لا يكون، والله العالم سائلين لنا وللجميع خدمة الدين والمؤمنين بحق محمد وآله الطيبين الطاهرين.
وصلى الله على ساداتنا محمد وآله الطاهرين،،