» تقويم شهر رمضان المبارك لعام 1427هـ  » جلسة استقبال شهود هلال شهر رمضان المبارك  » تقويم شهر شعبان المعظم لعام 1427هـ  » التقويم الشهري لشهر رجب المرجب من عام 1427 هـ  » التقويم الشهري لشهر جمادى الآخرة من عام 1427 هـ  » تم إضافة تسجيل لعزاء وفاة السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام  » التقويم الشهري جمادى الأولى لعام 1427  » الحسينية الجعفرية احتفلت بعودة الميرزا عبدالله الاحقاقي  » التقويم الشهري لشهر ربيع الأخر لعام 1427  » تم إضافة تسجيل لعزاء وفاة الأمام الحسن العسكري عليه السلام  

  

03/03/2006م - 12:00 ص | مرات القراءة: 3957


أيها الإخوة المؤمنون الكرام الأعزاء.. ذكرى واقعة كربلاء الأليمة التي قد عشنا ذكراها ولا زلنا نعيشها بلطف منه سبحانه؛ فيها من الدروس العظيمة والجليلة التي يجتهد أهل الولاء من المؤمنين والمؤمنات في تحصيلها، وهو اجتهاد محمود عند الله سبحانه الذي يجازيهم بمراتب ومواهب عظيمة في الهداية، قال تعالى {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ}(العنكبوت:69).

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

نص الخطبة:

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الحمدُ للهِ جزيل النعماء والآلاء، وجميل الأفضال والعطاء، وحسُن البلاء، وجليل العظمة والكبرياء، وصلى الله على محمد وآله النبلاء، الذي خصهم بالعصمة والولاء، وجمَّلهم بأكمل الثناء، وجعلهم ملوك الدنيا والآخرة والأولى، صلى الله عليه وعليهم ما دامت الأرض والسماء.(كتاب العصمة والرجعة للمقدس الشيخ الأجل الأوحد قدس سره )

قال الله تعالى في محكم كتابه الكريم العزيز المنزل على نبيه المرسل أبي القاسم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) 

بِسْمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ

{وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إلا بِالحَقِّ وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا}(الإسراء:33)

أيها الإخوة المؤمنون الكرام الأعزاء.. ذكرى واقعة كربلاء الأليمة التي قد عشنا ذكراها ولا زلنا نعيشها بلطف منه سبحانه؛ فيها من الدروس العظيمة والجليلة التي يجتهد أهل الولاء من المؤمنين والمؤمنات في تحصيلها، وهو اجتهاد محمود عند الله سبحانه الذي يجازيهم بمراتب ومواهب عظيمة في الهداية، قال تعالى {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ}(العنكبوت:69).

1- فشهادة المولى أبي عبد الله الحسين مع جملة من أهل بيته وأصحابه (عليهم السلام) تحمل من العلوم الغزيرة التي لا زالت تلهم الروحانيين وطلاب العلم، والذين يجدون أن هذه الشهادة عين الحياة الروحانية الكريمة بما سطرته من دروس سامية في أعلى مراتب الأخلاق الكريمة والتضحيات النبيلة في سبيل الله، فواقعة الطف مداد إلهي للأقلام الولائية بأروع الإبداعات في علوم شتى كالشعر والأدب وعلم الأخلاق والتربية وعلم الاجتماع والعلوم الروحانية وغيرها الكثير من العلوم المتجددة في سمو البشرية، فالقلوب والهة لاستقبال فيض العطاء الحسيني الكريم حتى وإن كان جديداً على البعض، أو حتى لو لم يجر به قلم من قبل، فلا عجب أن تظهر بعض الأسرار من فيض حكمة الجليل سبحانه على عباده بعد أن كانت مكنونة في قلوب من خصهم من أحبائه وأوليائه (عليهم السلام).

2- فيا أهل الولاء الكرام.. لا زال الكثير من الأسرار تنتظر المجتهدين في حب الإمام الحسين (عليه السلام) ليظهروها بأقلامهم الولائية، فحب الإمام الحسين (عليه السلام) يقين راسخ وعين فوارة بالعلم في قلوب المؤمنين والمؤمنات، تأملوا هذه الكلمة الكريمة لمولانا الحكيمِ الإلهي والفقيهِ الرباني الميرزا عبدِ الله الحائري الإحقاقي (دام ظله العالي) مشيراً لأصالة مثل هذه العلوم المكنونة في قلوب الأولياء، يقول (دامت بركاته) "فالعلوم إذا لم يجر بها قلم أو حتى لم تجر على الخاطر فهذا لا يعني عدم تأصلها في اليقين، لأنها مذكورة مشهورة بين المعصومين (عليهم السلام) وبين شيعتهم، وإن بقيت عند من ليس له أنس بها غريبة ومجهولة مبتكرة، ويكون العبد أحياناً من المستأنسين بالآيات والروايات ظاهراً ولكن خبر تدريه أفضل من ألف خبر ترويه، فالروايات تضمنت صريح الدلالة وخافي الإشارة، وما تضمنته تلويحاً لا يعد ولا يحصى، وهو بعدد أنفاس [الخلائق]، فكل يفهم بقدره، وكل يغترف من هذا البحر بحسب قابليته.[تنويه: مشيراً (دامت بركاته) إلى قولهم (عليهم السلام) (الطرق إلى الله بعدد أنفاس الخلائق)، ولأجل ذلك أيضاً تعددت مراتب التوحيد باختلاف مراتب الموحدين، وكما أشار المقدس الميرزا حسن گوهر (قدس سره) في كتاب اللمعات حول الآية الكريمة {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} يقول(قدس سره) (فحقيقة الكل آية على حسب قابليته)]

3- فليس كل من تعمق في المعارف الإلهية وقف على الحقيقة، ولا كل من دقق وحقق معتمداً على عقله في إيراد الإشكالات وإثبات الاعتراضات صار من العارفين، فلا يصل   إلا   من كان طالباً للمراد بحقيقة الطلب، فيعتقد بكل أمر جامع مرجعه كلام الله ورسوله والأئمة من آله (عليهم السلام) ولا يكون اعتماده على خواطر عقول ناقصة. 

فالمعرفة تحصل وإن لم يُذكر الدليل لأن المهم هو الوقوف على العبارة ومعرفة الإشارة ليمكن الانتفاع به، فلا يمكن للإنسان إثبات الاستدلال في كل وقت وعلى أي حال، ولكن لا يسقط الميسور بالمعسور، فمقصودك عزيز وهو معرفة الله عز وجل، وهذا لا يُعرف بالعقول القاصرة التي لا يقع فهمها   إلا   على الباطل، بل بما وصف به نفسه على ألسن أوليائه الذين أدركوا أن هذا الوصف منزه عن الإدراك بالعقول {شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إلا هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ..}(آل عمران:18)."(سبحان ربك رب العزة/مجلة الفجر الصادق/العدد 43)

4- بعد ما سبق نعود للآية التي صدرنا بها الكلام، قوله عز ذكره

بِسْمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ

{وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إلا بِالحَقِّ وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا}(الإسراء:33)، فهي كما ورد تظهر في غيبة مولانا الإمام القائم المهدي (عجل الله فرجه الشريف)، فهو الذي يطلب بثار أبي عبد الله الإمام الحسين (عليه السلام)، وكما بين المقدس السيد الأجل السيد كاظم الحسيني الرشتي (قدس ره) في كتاب أسرار الشهادة أن (وليه ابنه الطاهر صاحب الزمان، والنهي بمعنى النفي، يعني لا يسرف في القتل وإن قتل أهل  الأرض  كلهم؛ إذ لا يساوي ذلك شعرة من الحسين (عليه السلام) وروحي له الفداء) (أسرار الشهادة للسيد الأمجد قدس ره)

5- أيها المؤمنون الأعزاء.. ولكي يكون حاضراً في أذهاننا أن ظهور الإمام الحجة (عجل الله فرجه الشريف) فوق أنها لطلب الثأر والنصرة للدين تكون حلقة الوصل بزمان الرجعة وأول خروج للمولى أبي عبد الله الإمام الحسين (عليه السلام) في أول زمان الرجعة.

ننقل هذه الرواية من كتاب العصمة والرجعة للمقدس الشيخ الأجل الأوحد (قدس سره) "بسنده عن جابر عن أبي‌جعفر (عليه السلام) قال: قال الحسين (عليه السلام)لأصحابه قبل أن  يقتل "إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)  قال لي: يا بني إنك ستساق إلى العراق و هي قد التقى بها النبيون و أوصياء النبيين، و هي أرض تدعي عمورا وإنك تستشهد بها ويستشهد معك جماعة من أصحابك لا يجدون ألم مس الحديد و تلا {قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ} يكون الحر برداً و سلاماً عليك وعليهم فابشروا، فوالله لئن قتلونا فإنا نرد على نبينا، قال: ثم أمكث ما شاء الله ثم أكون أول من تنشق  الأرض  عنه فأخرج خرجة يوافق ذلك خرجة أمير المؤمنين و قيام قائمنا وحياة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم لينزلن علي وفد من السماء من عند الله و لم‌ ينزلوا إلى الأرض قط ولينزلن جبرئيل وميكائيل وإسرافيل وجنود من الملائكة ولينزلن محمد وعلي وأنا وأخي وجميع من منَّ الله عليه، في حمولات من حمولات الرب خيل بلق من نور لم‌ يركبها مخلوق ثم ليهزن محمد لواءه و ليدفعنه إلى قائمنا مع سيفه.

6- ثم إنا نمكث من بعد ذلك ما شاء الله ثم إن الله يخرج من مسجد الكوفة عيناً من دهن وعيناً من ماء وعيناً من لبن ثم إن أمير المؤمنين (عليه السلام) يدفع إلىَّ سيف رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) و يبعثني إلى المشرق والمغرب فلا آتي على عدو لله إلا أهرقت دمه ولا أدع صنماً إلا أحرقته حتى أقع إلى الهند فافتحها، وأنَّ دانيال ويوشع يخرجان إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) يقولان صدق الله و رسوله، و يبعث الله معهما إلى البصرة سبعين رجلاً فيقتلون مقاتليهم و يبعث مبعثاً إلى الروم فيفتح الله لهم، ثم لأقتلن كل دابة حرم الله لحمها حتى لا يكون على وجه الأرض إلا الطيب وأعرض على اليهود والنصارى وسائر الملل ولأخيرنهم بين الإسلام والسيف فمن أسلم مننت عليه ومن كره الإسلام أهرق لله دمه و لا يبقي رجل من شيعتنا إلا أنزل الله إليه ملكاً يمسح عن وجهه التراب ويعرفه أزواجه ومنزلته في الجنة ولا يبقي على وجه الأرض أعمي ولا مقعد ولا مبتلى إلا كشف الله بلاءه بنا أهل البيت ولتنزلن البركة من السماء إلى  الأرض حتى إن الشجرة لتقصف بما يزيد الله فيها من الثمرة ولتؤكلن ثمرة الشتاء في الصيف وثمرة الصيف في الشتاء وذلك قوله تعالى {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ وَلَكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ} ثم إن الله ليهب شيعتنا كرامة لا يخفي عليهم شيء في الأرض  و ما كان فيها حتى إن الرجل منهم يريد أنَّ يعلم علم أهل بيته فيخبرهم بعلم ما يعملون"(كتاب العصمة والرجعة للمقدس الشيخ الأجل الأوحد قدس سره)

"اَلسَّلامُ عَلَى الْحُسَيْنِ وَعَلى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَعَلى أَوْلادِ الْحُسَيْنِ وَعَلى أَصْحابِ الْحُسَيْنِ" 

نفعنا الله بالعلم النافع وجعلنا من {الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ}

 7- ( وسبحانَ ربِكَ ربِّ العزةِ عمَّا يَصِفُونَ وسَلامٌ عَلى المرسلينَ والحمَّدُ للهِ ربِّ العَالمينَ ) وجزى الله علماءَنا خيرَ جزاءِ المحسنين، رحم الله الماضين منهم وأيَّدَ الباقين وسدَّدهم بتسديده وحفظهم بحفظه , لاسيَّمَا مولانا الحكيمَ الإلهي والفقيهَ الرباني مرجعَنا في المسيرة الأوحدية بعينه التي لاتنام وأعزه بعزته وأطالَ عمرَه الشريف بالصحة والعافية، ونسأله "جلَّ وعلا" أن يوفقَنا جميعاً لمايحبُه ويرضاه أنه سميع مجيب.. وصلى الله وسلَّم على ساداتنا وموالينا محمدٍ وآله الطيبين الطاهرين.


ـ خطبة (فوالله لئن قتلونا فإنا نرد على نبينا)
ـ يوم الجمعة الموافق 18/1/1427هـ
ـ مسجد أمير المؤمنين "عليه الصلاة والسَّلام" ـ فضيلة الشيخ / عادل الشوَّاف

التعليقات «0»


لاتوجد تعليقات!