» تقويم شهر رمضان المبارك لعام 1427هـ  » جلسة استقبال شهود هلال شهر رمضان المبارك  » تقويم شهر شعبان المعظم لعام 1427هـ  » التقويم الشهري لشهر رجب المرجب من عام 1427 هـ  » التقويم الشهري لشهر جمادى الآخرة من عام 1427 هـ  » تم إضافة تسجيل لعزاء وفاة السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام  » التقويم الشهري جمادى الأولى لعام 1427  » الحسينية الجعفرية احتفلت بعودة الميرزا عبدالله الاحقاقي  » التقويم الشهري لشهر ربيع الأخر لعام 1427  » تم إضافة تسجيل لعزاء وفاة الأمام الحسن العسكري عليه السلام  

  

30/11/1999م - 12:00 ص | مرات القراءة: 1948


يقولُ شيخُ المتألهين (قُدس سره) : [(واللازمُ لكم لاحِقٌ)، يعني أنَّ مَن لزمَهم بالإئتمامِ بهم، والرّدِ إليهم، والإيمانِ بظاهرِهم وباطنِهم، وسرِهم وعلانيتِهم، وحيهم وميتِهم، وأولِهم وآخرِهم، والتسليمِ لهم؛ فيما يعلَمونَ ومَا لا يعلَمونَ، بحيثُ لا يجدونَ مِنهم ومِن كُلِّ مَا صَدَرَ عَنهم حَرَجَاً، كَمَا قالَ سبحانه في شأنِ محمَّدٍ (صلَّى الله عليه وآله) ظاهراً؛ وفي شأنِ علي بنِ أبي طالبٍ (عليه الصلاة والسلام) باطناً {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ}...

~~~~~~~

استماع للخطبة

نص الخُطبة :

 

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

"الحمدُ للهِ الذي كانَ في أوّليّتِهِ.. وحدانياً في أزليّتِهِ، مُتعظّماً بإلهيتِهِ، مُتكبِّراً بكبريائِهِ وجبروتِهِ. ابتدأَ ما ابتدعَ، وأنشأَ ما خَلَقَ، على غيرِ مثالٍ كانَ سبقَ مما خلقَ.

ربُّنا اللطيفُ بلطفِ ربوبيّتِهِ.. وبعلمِ خبرِهِ فتقَ، وبإحكامِ قُدْرَتِهِ خلقَ جميعَ ما خلق، فلا مُبدِّلَ لخلقِهِ، ولا مُغيّرَ لصنعِهِ، ولا مُعقِّبَ لحكمِهِ، ولا رادَّ لأمرِهِ، ولا مُستراحَ عَن دعوتِهِ.

خلقَ جميعَ ما خلقَ؛ ولا زوالَ لملكِهِ، ولا انقطاعِ لمدتِهِ. فوقَ كُلِّ شيءٍ علا، ومِن كُلِّ شيءٍ دنا، فتجلَّى لخلقِهِ؛ مِن غيرِ أنْ يكونَ يُرَى؛ وهو بالمنظرِ الأعلى"(الإمام الحسن صلوات الله عليه/ الكفاية)

وأفضلُ الصلاةِ وأشرفُ السلامِ على نبينا محمَّدٍ وآلِهِ الطيبين الطاهرين

قال اللهُ تعالى في محكمِ كتابِهِ الكريمِ العزيزِ المنزلِ على نبيِهِ المرسلِ أبي القاسم محمَّد (صلَّى الله عليه وآله)  

بِسْمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ

{فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً}(النساء:65)

أيُّها الإخوةُ المؤمنون الكرامُ الأعزاء.. في الخطبةِ الماضية -والتي خصَّصناها لذكرى استشهادِ مولانا الإمامِ أبي محمَّدٍ الحسنِ المجتبى (عليه الصلاة والسلام)- وختمنا الحديثَ بنقلِ شرحٍ مِن كتابِ (شرحِ الزيارةِ الجامعةِ الكبيرةِ) لمولانا شيخِ المتألهين الأجلِ الشيخِ الأوحدِ أحمدَ بن زينِ الدينِ الأحسائي (قُدس سره) لمعنى قولِ الإمامِ الهادي (عليه الصلاة والسلام) ((فالراغبُ عنكم مارق)) ، وحتى يتكاملَ المعنى نواصلُ التأملَ في المعاني الحكميةِ، فيما وردَ مِن شرحٍ في الجملة التي تأتي بعدها وهي قولُ الإمامِ الهادي (عليه الصلاة والسلام) ((واللازمُ لكم لاحِقٌ)) وذلك ليتضِحَ مَآلُ مَن لزمَهم (عليهم الصلاة والسلام) أيضاً.

1- يقولُ شيخُ المتألهين (قُدس سره) : [(واللازمُ لكم.. الخ)، يعني أنَّ مَن لزمَهم بالإئتمامِ بهم، والرّدِ إليهم، والإيمانِ بظاهرِهم وباطنِهم، وسرِهم وعلانيتِهم، وحيهم وميتِهم، وأولِهم وآخرِهم، والتسليمِ لهم؛ فيما يعلَمونَ ومَا لا يعلَمونَ، بحيثُ لا يجدونَ مِنهم ومِن كُلِّ مَا صَدَرَ عَنهم حَرَجَاً، كَمَا قالَ سبحانه في شأنِ محمَّدٍ (صلَّى الله عليه وآله) ظاهراً؛ وفي شأنِ علي بنِ أبي طالبٍ (عليه الصلاة والسلام) باطناً {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ}. أي:

[*وهنا يؤكدُ الشيخُ (قُدس سره) شرطَ الولايةِ في مراتبِ الإيمانِ الأربع.. فتنبَّه، يقولُ (قُدس سره) :]

لا يكملُ إيمانُهم إنْ أُريدَ بهذا الإيمانُ: إيمانُ الخصيصِين،

ولا يتمُ إيمانُهم إنْ أُريدَ به: إيمانُ الخواصِّ،

ولا يؤمنونَ مُطلقَ الإيمانِ الخاصِ إنْ أُريدَ به: إيمانُ المحبينَ،

ولا يُسْلِمُونَ إنْ أُريدَ به: مُطلقُ الإيمانِ لغةً..

أي أُريدَ به مُطلقُ الخروجِ عَن الكفرِ كَمَا قالَ اللهُ سبحانه {يا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ الله أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ} فإنَّها نزلتْ في شخصٍ مِن المنافقينَ الذينَ أظهروا الإسلامَ وأبطنوا الكفرَ؛ وهو أبو الملاهي،[قولُهُ تعالى] {حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ} مِمَا يختلفونَ فيهِ واختلطَ عليهم أمرُهُ،،[قولُهُ تعالى] {ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً} وينقادوا بظاهرِهم، أو بظاهرِهم وعدمِ إنكارِ باطنِهم، أو بظاهرِهم وبباطنِهم.

2- فالتسليمُ شرطٌ في الإيمانِ الأولِ، [إذ] اختلفوا في إسرارِ الاعِتقاداتِ، وفي الخَطَرَاتِ والوَارِدَاتِ، بَلْ قد يحصلُ هذا التسليمُ لأهلِ هذا الإيمانِ بمجردِ حضورِهم عندَ الإمامِ (عليه الصلاة والسلام) ؛ لاستنارةِ قلوبِهم بمقابلتِهِ، أو بحديثِهِ أو بتعريفِهِ، أو بإرادتِهِ أو بذكرِهِ عندَ غيبتِهِ، بَلْ قد يكون ذلك لهم برؤيتِهِ في المنامِ، أو بذكرِهِ كذلك، وهذا هو الذي أشارَ إليه الصادقُ (عليه الصلاة والسلام) في قولِهِ. (عَنْ أَبِي عَبْدِ الله (عليه الصلاة والسلام) قَالَ: إِنَّكُمْ لا تَكُونُونَ صَالِحِينَ حَتَّى تَعْرِفُوا، وَلا تَعْرِفُونَ حَتَّى تُصَدِّقُوا، وَلا تُصَدِّقُونَ حَتَّى تُسَلِّمُوا. أَبْوَاباً أَرْبَعَةً لا يَصْلُحُ أَوَّلُهَا إِلا بِآخِرِهَا. ضَلَّ أَصْحَابُ الثَّلاثَةِ؛ وَتَاهُوا تَيْهاً بَعِيداً، وخسروا خُسْراناً مُبِيناً).

فجعلَ هذا التسليمَ نهايةَ الإيمانِ مِن الأبوابِ؛ وَرُوحَها، وبه قَوامُها، فإنَّ الثالثَ الذي هو الصلاحُ بلا معرفةٍ يكونُ خائناً، والثانيَ الذي هو المعرفةُ بلا تصديقٍ يكونُ إنكاراً؛ ومُنكِراً. والأولَ الذي هو التصديقُ بلا تسليمٍ يكونُ نفاقاً، ومِن الشواهدِ على ذلك أعدادُها؛ [*يعني بحسابِ أبجد] فالأولُ عددُهُ؛ أي عددُ نفاقٍ: مائتان وإحدى وثلاثون، والثانيُ ثلاثمائةُ وعشرة، والثالثُ ستمائةُ وإحدى وستون.

3- وفي الثاني: وهو إيمانُ الخواصِ؛ شرطُهُ التسليمُ في الاعتقاداتِ وفي الأحكامِ الشرعيةِ، فيمَا يتعلقُ بالمقاصدِ: النفسِ والعقلِ، والنسبِ والمالِ، والدين، وتشيرُ إلى هذا حَسَنَةُ الكاهلي [*أي الروايةُ الحَسَنَةُ عَن الكاهلي] قالَ (قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ (عليه الصلاة والسلام) : لوْ أَنَّ قَوْماً عَبَدُوا اللهَ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لهُ، وَأَقَامُوا الصَّلاةَ، وَآتَوُا الزَّكَاةَ، وَحَجُّوا البَيْتَ، وَصَامُوا شَهْرَ رَمَضَانَ، ثُمَّ قَالُوا لِشَيْءٍ صَنَعَهُ اللهُ أَوْ صَنَعَهُ رَسُولُ اللهِ (صلَّى الله عليه وآله) : أَلا صَنَعَ خِلافَ الذِي صَنَعَ؛ أَوْ وَجَدُوا ذَلِكَ فِي قُلُوبِهِمْ لكَانُوا بِذَلِكَ مُشْرِكِينَ، ثُمَّ تَلا هَذِهِ الآيَةَ {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً} ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ الله (عليه الصلاة والسلام) : عَليْكُمْ بِالتَّسْلِيمِ). ورواية الشَّحَّامِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ (عليه الصلاة والسلام) قَالَ (قُلتُ لهُ إِنَّ عِنْدَنَا رَجُلاً يُقَالُ لهُ كُليْبٌ؛ فَلا يَجِيءُ عَنْكُمْ شَيْءٌ إِلا قَالَ أَنَا أُسَلِّمُ، فَسَمَّيْنَاهُ كُليْبَ تَسْلِيمٍ. قَالَ فَتَرَحَّمَ عَليْهِ، ثُمَّ قَالَ: أَتدْرُونَ مَا التَّسْلِيمُ؟ فَسَكَتْنَا، فَقَال: هُوَ وَاللهِ الإِخْبَاتُ؛ قَوْلُ الله عَزَّوَجَلَّ {الذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَأَخْبَتُوا إِلى رَبِّهِمْ} انتهى. وعَن جابرٍ الجعفي عَن أبي جعفرٍ (عليه الصلاة والسلام) في حديثٍ طويلٍ (فيهِ {لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ} قالَ جابرٌ فقلتُ لَهُ: يا ابن رسولِ اللهِ وكيفَ {لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ}؟ قالَ: لأنَّه لا يفعلُ إلا مَا كانَ حكمةً وصواباً، وهو المتكبرُ الجبارُ والواحدُ القهارُ، فمَن وَجَدَ في نفسِهِ حَرَجَاً في شيءٍ مِمَا قضى اللهُ فقد كفرَ، ومَن أنكرَ شيئاً مِن أفعالِهِ جَحَدَ)انتهى.

4- وفي الثالثِ: وهو مطلقُ الإيمانِ الخاصِ، وهو إيمانُ المحبّينَ مِن هذه الفرقةِ، وهُم على ظَواهرِ الخوَّاصِ، كما أنَّ الخوَّاصَ على ظاهرِ الخصِّيصين، وهؤلاءِ على ظواهرِ أئمتِهم (عليهم الصلاة والسلام) كَمَا قالَ عليٌ (عليه الصلاة والسلام) لكميلٍ حينَ قالَ لَهُ (أولستُ صاحبَ سرّك، قالَ: بلى؛ ولكن يرشحُ عليك مَا يطفحُ مِنّي) وهؤلاءِ -إذا اختلفوا- شَرْطُ إيمانِهم التسليمُ؛ إذا كانَ الإمامُ (عليه الصلاة والسلام) حاضراً، أو كانَ مِن الضرورياتِ بين المسلمينَ لأنَّ مَا فيه: نوعُ دقّةٍ؛ أو شبهةٌ، لو كُلِّفوا بمحضِ التسليمِ؛ لكانوا غيرَ مستطيعين لذلك. لأنَّ أحدَهم إنَّما يكونُ مُسلماً إذا لم تُنبِّهُهُ على مَا كانَ يجهلُ، فهو مسلمٌ حينَ غفلتِهِ وسكوتِهِ، لأنَّه إذا التَفَتَ تَصوّرَ الكُفرَ.

[وهنا سَيطرحُ الشيخُ (قُدس سره) أمثلَةً عَلى مِثلِ هؤلاءِ الجُهلاءِ.. فتنبَّه، يقولُ (قُدس سره) :]

5- ولقد سمعتُ مِن شخصٍ مِن صلحائِهم ونحنُ نُعلّمُهم مَعرِفَةَ اللهِ فسبقني إلى الكلامِ فبادرتُهُ وقلتُ لَهُ: اسُكتْ لا تَتَكلم؛ لِمَا فهمتُ مِن سوءِ كلامِهِ، فسبقني وقالَ: البارحةَ رأيتُ ربّي وعندهُ جَروانٌ: جبرائيلُ وميكائيلُ، ويريدُ بالجروين كلبَيْن صغيرين. ولقد حضرتُ شخصاً مِن كبارِهم فذكروا الحسينَ (عليه الصلاة والسلام) والعرشَ فقالَ ابنُهُ: الحسينُ أفضلُ مِن العرشِ، فقالَ: استغفرُ اللهِ؛ العرشُ موضعُ الربِّ. وحَجَ واحدٌ مِنهم فقالَ لشخصٍ وهو يطوفُ بالكعبةِ نحن نطوفُ بقبرِ ربِّنا. وأمثالُ ذلك مِمَا لا يُحصى لكثرتِهِ. فهؤلاء على ظاهرِ الإيمانِ والمحبّةِ لأهلِ البيتِ (عليهم الصلاة والسلام) وهُم في غفلتِهم وسكوتِهم مؤمنون، بَلْ وردَ في الحديثِ -مَا معناهُ- حينَ قالَ رجلٌ للصادقِ (عليه الصلاة والسلام) (كيفَ يُقبلُ مِن هؤلاءِ مع ما هُم عليه مِن الجهل؟، قال (عليه الصلاة والسلام) - ما معناه - إنْ لم يُقبلْ مِنهم حتى يكونوا مِثلَكم لا يقبلُ مِنكم حتى تكونوا مِثلَنا) مِمَا يدلُ على أنَّه يُقبلُ مِنهم وإنَّ اللهَ تعالى (يُدخلُ محبيّ عليٍّ (عليه الصلاة والسلام) ومحبي محبيهِ الجنةَ). فإذا اختلفوا لا يُشترطْ في إيمانِهم التسليمُ، إلاّ مع حضورِ الإمامِ (عليه الصلاة والسلام) أو في الضروريّاتِ المُجمعِ عليها بين المسلمين لأنَّ غيرَ ذلك لا تقومُ الحجةُ عليهم به، وكثيرٌ مِن هؤلاء يُرجَئَ أمرُهم إلى يومِ القيامة.

6- ومِنهم: المُعَارُ الإيمانِ -نعوذُ باللهِ- فإنْ قلتَ: كيفَ تجعلونَ المُستعارَ مِن الشّيعةِ؟ وهو بأدنى شيءٍ ينقلبُ؟ قلتُ: إنَّه لا يخرجُ مِن الإيمانِ إلاّ إذا انقلبَ، وقبل أنْ ينقلبَ يجوزُ أنْ يَثبُتَ إيمانُهُ إذا جرَتْ لَهُ العنايةُ بخاتمةِ الخيرِ، فهو مِن المؤمنين. وفي الكافي عَنْ أَبِي عَبْدِ الله (عليه الصلاة والسلام) قَالَ (إِنَّ اللهَ جَبَلَ النَّبِيِّينَ عَلى نُبُوَّتِهِمْ فَلا يَرْتَدُّونَ أَبَداً، وَجَبَلَ الأَوْصِيَاءَ عَلى وَصَايَاهُمْ فَلا يَرْتَدُّونَ أَبَداً، وَجَبَلَ بَعْضَ المُؤْمِنِينَ عَلى الإِيمَانِ فَلا يَرْتَدُّونَ أَبَداً، وَمِنْهُمْ مَنْ أُعِيرَ الإِيمَانَ عَارِيَّةً، فَإِذَا هُوَ دَعَا وَأَلحَّ فِي الدُّعَاءِ مَاتَ عَلى الإِيمَانِ). فقولُهُ (وَجَبَلَ بَعْضَ المُؤْمِنِينَ) وقولُهُ (مِنْهُمْ) صريحٌ في أنَّ مِنَ المُعارين -مِن المؤمنين- مَنْ هُو إذا لم يرتدْ وألحَّ في الدعاءِ ماتَ على الإيمانِ، بَلْ هو أَصْرَحُ في المُدَّعى، لأنَّهم إذا جَازَ دخولُهم في المؤمنينَ - حَالَ كونِهم مُعارينَ مَا لم يصدرْ عَنهم مَا يسلبُهُ مِنهم ففي لحاظِ ثبوتِهِ بالإلحاحِ في الدعاءِ- جازَ بطريقٍ أولى] (شرح الزيارة الجامعة الكبيرة/ج2/الشيخ الأجل الأوحد (قُدس سره))

[هذا ما وَسِعَ المجالُ لذكرِهِ، ويبقى الرابعُ مِن معنى التسليم؛ يأتي الكلامُ عليه إنْ شاءَ اللهُ]

نفعنا اللهُ بالعلمِ النافعِ وجعلنا مِن {الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ}

7- (وسبحانَ ربِكَ ربِّ العزةِ عمَّا يَصِفُونَ وسَلامٌ عَلى المرسلينَ والحمَّدُ للهِ ربِّ العَالمينَ) وجزى اللهُ علماءَنا خيرَ جزاءِ المحسنين، رحمَ اللهُ الماضينَ مِنهم وأيَّدَ الباقين وسدَّدهم بتسديدِهِ وحفظهم بحفظه , لاسيما مولانا الحكيمَ الإلهي والفقيهَ الرباني مرجعَنا في المسيرةِ الأوحدية بعينه التي لا تنام وأعزه بعزته وأطالَ عمرَه الشريف بالصحة والعافية، ونسأله "جلَّ وعلا" أن يوفقَنا جميعاً لما يحبُه ويرضاه إنه سميعٌ مجيب.. وصلى اللهُ وسلَّم على ساداتنا وموالينا محمَّدٍ وآلِهِ الطيبين الطاهرين.

 


فضيلة الشيخ عادل الشواف "سلمه الله"
مسجد أمير المؤمنين "عليه الصلاة والسلام"

التعليقات «0»


لاتوجد تعليقات!