ارخي العنان لما يريد زماني
| | طوعاً, فيسلمني إلى أحزاني
|
عبثاً أصارعه فيصرعني بما
| | هدّ الرواسي , كيف بالإنسانِ
|
و تعسعسُ الآلامُ بين جوانحي
| | فاستوطنتها , والسُّهاد جفاني
|
أمسى نديمي الليلُ أكتمُ لوعتي
| | في حضنهِ والشجوُ ملءُ جَناني
|
أيجيئني العيدُ السعيدُ فأرتجي
| | أن المصائبَ والبلا تنساني
|
يأتي مصابُك في النفوسِ مزلزلاً
| | فانهدَّ من عظم المصاب كياني
|
فإذا به صوتُ الفجيعةِ داوياً
| | ملأ الفضاءَ وذاع في الأركانِ
|
يا ناعياً عبدَ الرسولِ بحرقةٍ
| | ارحم فؤاد الصَّبِّ و الولهانِ
|
وتثلّم الإسلامُ يومَ نعيتَهُ
| | وبكى عليه بزفرةِ اللّهفانِ
|
أسفاً لعمرك لم يطل يا سيدي
| | إن الحياةَ دقائقٌ وثوانٍ
|
من لليتامى والأيامى والألى
| | أَلِفُوكَ صدرَ محبةٍ وحنان
|
من للمكارمِ بعد إذ أيتمتها
| | من للندى والفضلِ والإحسانِ
|
أنت الأبُ الراعي جميعَ عيالِهِ
| | يا صاحب القلبِ العطوفِ الحاني
|
من للعليلِ إذا أتاكَ وقلبُهُ
| | يرجو الشفا, أيعودُ بالخسرانِ
|
لم أنسهُ في طيبةِ إذ جاءها
| | ليزور كل الآل في شعبانِ
|
فنعى إلى الأحبابِ قربَ رحيلِهِ
| | فكأنه في نعيِهِ ينعاني
|
غصّت صدورُ المؤمنينَ مخافةً
| | أن يُفجعوا بالبينِ في رمضانِ
|
والعيدُ يأتينا بفقدِكَ سيدي
| | ما كان هذا الأمرُ في الحسبانِ
|
أهو الوداعُ ونحنُ لمّا نرتوي
| | يا سيدي من نبعِك الرّيَّانِ
|
و الناسُ بين مكذِّبٍ ومولولٍ
| | تبكيكَ بالزفراتِ و الإرنانِ
|
فإذا الجموعُ تسابقت لوداعِكم
| | رمزُ الوفاءِ إليك والعرفانِ
|
أني أتيتُكَ والولا يا سيدي
| | قد شدَّني وهو الوفاءُ دعاني
|
قد شيَّعتْكَ قلوبُنا في كربلا
| | بالدمع والحسراتِ والأشجانِ
|
ولقد أبى الشهداءُ أن تمضي وهم
| | ينأون , فاشتاقوا إلى القربانِ
|
فمضوا إلى دربِ الشهادةِ وارتضوا
| | أن يصحبوك لروضةٍ وجِنانِ
|
أُلحدتَّ في كنفِ الحسينِ و إنه
| | مهوى القلوبِ وكعبةُ الضِيفانِ
|
ولقد وقفتُ على ثراكَ كأنني
| | قد زرت شمسَ الفكرِ في الأكفانِ
|
ولثمتُ تربتَهُ فهاجت عَبْرَةٌ
| | قد قرَّحتْ من شجوِها أجفاني
|
أتموتَ قهراً من سهامٍ غُمِّسَتْ
| | في الجهلِ والأحقاد والأضغانِ
|
أوما دروا أنت السليلُ لصفوةٍ
| | شهدت لها في مجدها قرنانِ
|
ورفَعْتَ رايةَ أوحدٍ متفردٍ
| | وضع الأساسَ لها , وأنت الباني
|
أسليلَ موسى ذي المعالي جدِّه
| | مجلي الحقائقِ ساطعِ البرهانِ
|
يا مشبهٌ في المكرُماتِ لعمِّهِ
| | خَلقْاً وخُلْقاً , بل هما صنوانِ
|
يا من تشرَّبتَ العلا من والدِ
| | هو للسماحةِ والسخاءِ معاني
|
يا ربِّ يا منانُ فاكسُ قبرَهُ
| | بالرَّوحِ يا الله والريحانِ
|
مولاي عبدَ الله جئنا للعزا
| | و لبيعةٍ بالرُّوح والأبدانِ
|
مُدَّتْ لك الأيدي تصافحُ كفَّكم
| | هي بيعةُ الإيفاءِ لا النكرانِ
|
عهدٌ لوالدِكم وقد أوصى لكم
| | و وصيةُ المولى أجلُّ بيانِ
|
فاسرِ بأهلكَ وامضِ دون ترددٍ
| | هي آيةٌ في محكمِ القرآنِ
|
هذي السفينةُ كيفَ تبحر سيدي
| | إلا بطوعِ أميرِها الرُّبَّانِ
|
أتمورُ في لجج الظلامِ ومالها
| | إلاّكَ شاطئُ رفعةٍ و أمانِ
|
فبحقِ جدتك البتولةِ فاطمٍ
| | وبحق جدِّك واضعِ الميزانِ
|
اقبل فلن أرضى بغيرِكَ مرجعاً
| | واقطع مقولةَ شامتٍ طعَّانِ
|
اقبل فلن أنفك عنك توسلاً
| | أو تستجيبَ ولن يكلَ لساني
|
أدعُو الجليلَ بأن يمد بقاءَكم
| | ذخراً و فخرَ الدِّينِ والإيمانِ
|
صلى الإلهُ على النبي و آلهِ
| | خيرِ الورى هم سادةُ الأكوانِ
|